حكم المحكمه الاداريه بفصل مدرسه لاعتناقها البهائيه و التبشير بها مدونات فرحـــــــات FARHAT BLOGS حكم المحكمه الاداريه بفصل مدرسه لاعتناقها البهائيه و التبشير بها - مدونات فرحـــــــات FARHAT BLOGS \

ادنيس

  • أخر منشوراتنا

    بحث فى قاعدة بيانات المدونات

    الاثنين، أبريل 04، 2011

    حكم المحكمه الاداريه بفصل مدرسه لاعتناقها البهائيه و التبشير بها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بأسم الشعب
    مجلس الدوله
    المحكمه التأديبيه بالاسكندريه
    بالجلسه العلنيه المنعقده فى يوم السبت 20 جمادى الاخرى 1409 ه الموافق 28/1/1989
    برئاسه السيد الأستاذ المستشار محمد أحمد عطيه وكيل مجلس الدوله ( رئيس المحكمه )
    و عضويه السيد الأستاذ / شحاته هرمينا ميخائيل المستشار المساعد
    وعضويه السيد الأستاذ حسنى محمد على السلامونى المستشار المساعد
    وحضور السيد الأستاذ محمد عبد الحليم مأمون وكيل عام النيابه الاداريه ممثلا للآدعاء
    و سكرتاريه السيد / السيد حسن نصر
    أصدرت الحكم الأتى
    فى الدعوى المقيده بالسجل العام تحت رقم 394 لسنه 30 ق المقامه من / النيابه الاداريه
    ضـــــــــــــــــــد
    خيريه سعد سالم نصير
    واقعات الدعوى
    أقامت النيابه الاداريه هذه الدعوى بايداع أوراقها قلم كتاب المحكمه بتاريخ 13/2/1988 متضمنه تقرير اتهام ضد خيريه سعد سالم نصير و كيله ثانوى تربيه رياضيه بجدول بالدرجه الأولى لأنها فى المده من عام 1954 حتى 1987 بدائره اداره وسط الاسكندريه التعليميه سلكت مسلكا لا يتفق و الاحترام الواجب بأن أردت عن الاسلام و أعتنقت الفكر البهائى وروجت لهذا المذهب بين طالبات مدرسه أم جعفر الطيار بسلطنه عمان أثناء اعارتها و لم تعد الى رشدها و ذلك على النحو الوارد تفصيلا بالأوراق .
    و عليه تكون المذكوره قد ارتكبت المخالفه الاداريه المنصوص عليها فى الماد 76/3 و 78/1 من القانون رقم 47 لسنه 1978 بنظام العاملين المدنيين بالدوله المعدل بالقانون رقم 115 لسنه 1983 .
    و طلبت النيابه الاداريه محاكمه المذكوره تأديبيا بالمواد سالفه الذكر و تطبيقا للمواد 80 و 82 من القانون رقم 47 لسنه 1978 المعدل بالقانون رقم 115 لسنه 1983 و الماده 14من القانون رقم 117 لسنه 1958 باعاده تنظيم النيابه الاداريه و المحاكمات التأديبيه المعدل بالقانون رقم 171 لسنه 1981 و المواد 15 أولا و 19/1 من القانون رقم 47 لسنه 1972 بشأن مجلس الدوله المعدل بالقانون رقم 136 لسنه 1984 .
    و أودعت النيابه الاداريه رفق تقرير الاتهام المشار اليه مذكره بموضوعه و أسانيد ثبوته و ملف القضيه رقم 1311 لسنه 1987 اسكندريه /1.
    و تحدد لنظر الدعوى جلسه 28/5/1988 و حيث حضرت المتهمه و تلى عليها تقرير الاتهام فأنكرت أنها قامت بالتبشير و قدمت صوره رسميه من الحكم الصادر من محكمه جنوب القاهره للجنح المستأنفه بتاريخ 17/2/1988 فى القضيه رقم 2961 لسنه 1987 س الوسط و مذكره بدفاعها طلبت فيها أصليا الحكم بعدم اختصاص المحكمه التأديبيه بالاسكندريه بنظر الدعوى و احتياطيا الحكم ببرائتها مما نسب اليها .
    وفى جلسه 19/11/ 1988 قدمت المتهمه حافظه مستندات و مذكره أخرى بدفاعها صممت فيها على الطلبات الوارده فى مذكرتها السابقه و قررت المحكمه ارجاء صدور الحكم لجلسه 24/12/1988 و فى هذه الجلسه قررت المحكمه مد أجل الحكم لجلسه 28/1/1989 لاتمام المداوله و فى الجلسه المذكوره أودعت مسوده الحكم المشتمله على أسبابه عند النطق به .
    المحكمــــــــــــــــــــــــــــــــــه
    بعد الاطلاع على الأوراق و سماع الايضاحات و بعد المداوله .
    ومن حيث أن النيابه الاداريه تطلب محاكمه المتهمه تأديبي عن المخالفه المنسوبه اليها بتقرير الاتهام ووفقا للمواد الوارده به .
    ومن حيث أنه عن الدفع الذى أبدته المتهمه بعدم اختصاص المحكمه التأديبيه بالاسكندريه بنظر الدعوى على أساس أن الجهه المختصه بسلطنه عمان قد أنهت اعارتها بناء على المخالفه المنسوبه اليها فى هذه الدعوى فهذا الدفع مردود عليه بأن المخالفه المنسوبه اليها و هى اعتناقها الفكر البهائى و الترويج له تعتبر من المخالفات الممتده أو المستمره التى من شأنها أن يكون تنفيذها قابلا بطبيعته للامتداد فى الزمن كلما أراد فاعلها ذلك و تتميز هذه الطائفه من المخالفات المستمره عن غيرها بأن الاخلال فيها بالواجبات الوظيفيه لا يتحقق و ينتهى فى لحظه و انما يتحقق و يظل قائما ممتدا فى الزمن الطيله الوقت الذى يشأ له الفاعل هذا الامتداد و تنتهى المخالفه الممتده أو المستمره بالتحديد المتقدم بوفاه الفاعل و اما بفعل المتهم نفسه باقدامه على انباء الوضع المخالف الناشىء من سلوكه و يترتب على التفرقه بين المخالفه المستمره و غيرها من المخالفات الوقتيه التى ينتهى تنفيذها بحسب طبيعتها فى لحظه معينه من الزمن دون أن يكون ذلك التنفيذ قابلا للامتداد الى ما بعد هذه اللحظه نتيجه هامه و هى أن الاختصاص المكانى بالمخالفه المستمره يثبت لأى محكمه من المحاكم تحقق فى دائرتها الوضع المخالف اثناء امتداده فى الزمن .
    و بناء على ما تقدم فأنه لما كانت المخالفات المنسوبه للمتهمه تعتبر من المخالفات المستمره و لم يثبت من الأوراق أن الجهه المختصه بسلطه عمان قد أحالت المتهمه الى المحكمه التأديبيه عن هذه المخالفه و أكتفت بانهاء اعارتها اليها و هذا الاجراء فى ذاته لا يعتبر من الجزاءات التأديبيه الوارده على سبيل الحصر فى نص الماده 80 من القانون رقم 47 لسنه 1978 بنظام العاملين المدنيين بالدوله . و من ثم ينعقد الاختصاص بنظر هذه الدعوى لهذه المحكمه بأعتبرها المحكمه المختصه التى تحققت فى دائرتها المخالفه المنسوبه للمتهمه أثناء أمتدادها فى الزمن و ذلك بغض النظر عن ثبوت المخالفه فى حقها من عدمه . الأمر الذى يكون معه الدفع المذكور غير قائم على سند صحيح من القانون , مما يجعله جديرا بالرفض .

    و من حيث أن موضوع الدعوى يخلص حسبما يبين من الأوراق فى أن اداره وسط الاسكندريه التعليميه قد أبلغت النيابه الاداريه بكتابها رقم 145 بتاريخ 15/7/1987 بأن سلطنه عمان قامت بالغاء اعاره السيده/ خيريه سعد سالم نصير و كيله بجدول تربيه رياضيه بمدرسه نبويه موسى التجريبيه التابعه لاداره وسط التعليميه و ذلك بسبب أعتناقها المذهب البهائى و ترويجها له بين الطالبات .
    و قد قامت الشئون القانونيه باجراء تحقيق ادارى فى هذه الواقعه انتهت فيه الى ابعاد المذكوره عن العمل بالمدارس و ذلك لخطورتها على تربيه النشىء مع احالتها الى النيابه الاداريه .
    و أجرت النيابه الادريه تحقيقا فى الموضوع فى القضيه رقم 1311 لسنه 1987 اسكندريه /1 و القضيه رقم 1485 لسنه 1987 اسكندريه /1 و قد قررت بتاريخ 1/10/1987 ضم القضيه الأخيره الى ملف القضيه الأولى لوحده الموضوع .
    و بسؤال محمود محمد باز وكيل أول منطقه اسكندريه الأزهريه بالدرجه الأولى قرر أن الميرزا على ادعى أنه نبى و الغرض من دعوته هو العمل على هدم تعاليم الاسلام و تنكيس بنياته و يعتبر من يعتنق البهائيه مرتدا عن الاسلام لأنه ينكر فرض الصلوات الخمسه و يجعلها مقصوره على تسع ركعات فى اليوم و الليله و ينكر فرض الصيام و يجعله مقصور على صيام تسعه عشر يوما فى الربيع و تنتهى بيوم عيد النيروز فضلا على أنه ينكر فريضه الحج و يجعل قبلته فى الصلاه المكان الذى يوجد فيه البهاء كما أن أنصار البهائيه لا يعترفون بالاله الخالق و لا بالنبوات التى يدين بها أصحاب الرسلات و يؤولون أيات القران تأويلات لا يرضاها الله . و قد أستخدموا فكرهم الذى يحاولون نشره فى كل مكان عن طريق كتاب البيان الذى ألفه الميرزا باللغه الفارسيه و العربيه .
    و أردف أن حكم المرتد عن الاسلام أنه يستتاب أولا و يعطى مهله للتفكير فأن فاء الى رشده كان بها و أن أصر على موقفه أعدم شرعا و أضاف أن ما قررته خيريه سعد سالم بشأن البهائيه بأنها دين سماوى و ليس مذهب يعتبر منها كفر و ضلال لأن الله سبحانه و تعالى لم ينزل دين أخر بعد دين سيدنا محمد عليه الصلاه و السلام الذى هو خاتم النبيين و رسالته هى الخاتمه و القائل بغير ذلك كافر كما أن بهاء الدين ليس معترفا به كنبى و قد بدأت الدعوى البهائيه بعد 500 سنه من ظهور الاسلام و هى فكر جمع من شتات فلسفات سابقه و مذاهب شيعيه و بالتالى فهى ليست مذهب أو دين و أنما هى فكر أدعى به الميرزا أنه نبى.
    و أستطرد أن من يروج لهذا الفكر أما أن يكون عمله عن جهل و ينبغى على المسئولين من الدعاه تبصيره بحقائق الدين و أما أن يكون عالما بالحقيقه و يروج لهذا الفكر لمكاسب ماديه أو غرض دنيوى و قرر أن تمكين هذه السيده ( المتهمه ) من العمل فى حقل التربيه و التعليم يعتبر جريمه كبرى لا تغتفر ومن سداد الرأى ابعادها عن هذا المجال .
    و بسؤال خيريه سعد سالم نصير ( المتهمه) و كيله بجدول مدرسه نبويه موسى الثانويه التجريبيه بالدرجه الأولى قررت أنها تعتنق البهائيه منذ سنه 1954 و ما زالت تعتنقها حتى الأن لشخصها فقط و لم تروج لها مطلقا بدليل أنها مكثت لمده أربع سنوات تقريبا فى سلطنه عمان و لم يحدث ضدها أى شكوى و كان الغاء اعارتها بناء على خطه مدبره من زميلاتها المدرسات فى السنه الرابعه الأخيره من الاعاره .
    و أضافت أن ذلك لا يعتبر أرتداد عن الاسلام الذى تؤمن به تماما لأن البهائيه دين سماوى حق من قبل الله و بمواجهتها بما قرره محمود محمد باز و كيل أول منطقه اسكندريه الأزهريه حول حكم من تعتنق البهائيه قررت أنه غير مضبوط و انها ترحب بكل شىء فى سبيل هذا الدين لأن الاضطهاد موجود فى جميع الأديان .
    و بسؤال نجوى مصطفى عبد المنعم موظفه ملفات باداره وسط التعليميه بالدرجه الرابعه قررت أنه لا يوجد بملف خدمه خيريه سعد سالم نصير ( المتهمه ) ما يفيد ديانتها أو أعتناقها البهائيه الا أنه مذكور فى هذا الملف أن والدها مسلم و قدمت ملف خدمه المذكوره .
    و بالاطلاع على ملف القضيه رقم 140 لسنه 1987 تحقيقات الوزاره تبين أنه يحتوى من بين ما يحتويه على صوره كتاب مدير التربيه و التعليم بسلطنه عمان المؤرخ 12/10/1985 بشأن أنذار خيريه سعد سالم و كتاب أخر فى 31/5/1986 بأنذارها أيضا وصوره مذكره سلطنه عمان المؤرخه فى 7/1/1987 بشأن التوصيه بانهاء اعاره خيريه سعد سالم معلمه التربيه الرياضيه بمدرسه جعفر الطيار الثانويه للبنات بولايه شفاهه وصوره محضر تحقيق مؤرخ 14/1/1987 محرر بمعرفه مكتب البعثه التعليميه المصريه سئلت فيه المذكوره فقررت أنها لم تبشر برسول جديد طوال مده بقائها فى السلطنه منذ عام 1983 و لكنها تكلمت دفاعا عن نفسها أمام الطالبات بأنها مؤمنه بجميع الرسالات السماويه و أن معلمات المدرسه لفقن لها تهمه غير صحيحه و هى أنها كافره و أضافت أن عقيدتها و دينها هى البهائيه و لا يعتبر هذا رده لأن البهائيه دين سماوى حق من قبل الله سبحانه و تعالى و ذلك و أرد فى القران الكريم و أنها ولدت مسلمه و لم تغير دينتها فى الأوراق لعدم موافقه جهات الاختصاص بجمهوريه مصر العربيه .
    و من حيث أن أهل الباطل و قادته فى العالم تعاونوا على ضرب الاسلام و تحطيم مقوماته فبدا و اضحا أن المعركه حاميه الوطيس بين الاسلام و بين أعدائه و هى الصوره الجليله لحركه الصراع الدائمه قديما و حديثا بين الحق و يمثله الاسلام و بين الباطل و يمثله أعداء الاسلام فكأن التعاون بين الصهيونيه العالميه و دول الاستعمار الغربيه وروسيا الشيوعيه لتحطيم الاسلام هدفا مشتركا و أن أختلفت الدوافع و قد ظهر هذا التعاون بوضوح شديد فى القرن التاسع عشر باستخدام كل من اليهود و المستعمرين حركات من داخل العالم الاسلامى تهدف الى تحطيم الاسلام بأيدى تنسب الى الاسلام و تقبل تخريبه من الداخل بعد الفشل فى القضاء على الاسلام من الخارج و عجز الغذو العسكرى و السياسى عن تحقيق هذا الهدف الذى طالما سعوا الى تحقيقه فكان التخطيط والتنفيذ لهذه الحركات على يد أعداء الاسلام عملا تعاونيا مشتركا يخدم هدفهم المشترك .
    و من هذه الحركات حركه السير أحمد خان فى الهند سنه 1817 - 1898 فقد أستخدمه الانجليز لترويج أفكار تهدف الى تخلى المسلمين عن دينهم أو على الأقل تساعد على قتل روح المقاومه للاستعمار الغربى الصليبى و قبول النفوز الأمريكى فى بلاد المسلمين و بذلك أستخدمه اليهود لترويج الأفكار التى تتلاقى مع الفكر الماسونى العالمى الذى يعمل على استغفال العالم و الالتواء بطاقاته لتتجه الى اللهو و اللغو وملذات الحياه الماديه فقط و قد ألف السير أحمد خان كتاب تبيان الكلام سنه 1862 يحاول فيه اثبات أن التوراه و الانجيل ليسا محرفين و لا مبدلين كما ألف كتابا فى تفسير القران حاول فيه تطبيق أياته على أساس طبيعى مادى واقعى يتنافى مع القول بالمعجزات و خوارق العادات فادعى أن النبوه غايه تحمل و تكتسب عن طريق الرياضه النفسيه فهى غايه بشريه طبيعيه و طريقها كسبى غير خارق للعاده يستطيع الانسان الوصول اليه بعلمه الخاص و لكنه مع ذلك يقر ختم الرساله الالهيه ببعثه محمد عليه الصلاه و السلام و فى شرحه لأيات القتال أضعف من فرضيه الجهاد فى الوقت الحاضر و دعى الى ما أسماه ( انسانيه الأديان ) و هو ما يشبه اليوم فكره العالميه التى تتبناها الماسونيه لحساب اليهود و الرأسماليه لحساب الاستعمار الغربى و الشيوعيه الدوليه لحساب الاشتراكيه المأركسيه .
    و لأن حركه السير أحمد خان لم يكن الأثر الذى يرجوه أعداء الاسلام خاصه الانجليز فقد عملوا على انشاء حركات أخرى تتجه فورا الى صلب العقيده لتوسيع شقه الخلاف بين المسلمين و لزياده بلبله الأفكار بعد تمهيد حركه أحمد خان لهذه الأهداف فكانت القاديانيه التى سجلت كمذهب رسمى سنه 1900 له اتباعه فى البنجاب و ايران و افغانستان و قد تأسس هذا المذهب بقياده الميرزا علام أحمد الذى ألف كتابا أسماه (براهين الأحمديه) و كتابا اخر أسماه ( ترياق القلوب ) و ظهر منها مخالفه القاديانيه للاسلام فى عده مسائل منها : أن عيسى هاجر بعد أن بعث من موته الظاهرى و ذهب الى كشمير لينشر تعاليم الانجيل و أنه توفى بعد أن بلغ من العمر 120 سنه و أن قبره لم يزل موجودا هناك و أن ميرزا غلام أحمد يدعى أنه المهدى و يذكر أنه نبى بعد أن حلى فيه عيسى و محمد و قد غال أتباعه فأدعو أنه أفضل من أولى العزم من الرسل بل أفضل من جميع الأنبياء على الاطلاق و من المسائل التى خالفت فيها القاديانيه الاسلام , مسئله الجهاد فى سبيل الله فالجهاد فى نظر القاديانيه ليست الا و سيله سلبيه بالاقناع و ليس هو اللجوء الى العنف باستخدام أدوات الحرب و بذلك يحاولون شقه الخلاف بين المسيحيه و الاسلام أو أدماجهما معا .
    ثم ظهرت بعد ذلك البهائيه . على يد الباب على محمد الشيرازى و تنتشرت تعاليمها شيئا فشيئا و نبتت من البيئه الشيعيه فى ايران حيث و ضعها مجموعه من أزكياء الشيعه كانت طلائعهم ثلآث رجال هم :-
    الأول : أحمد ذين الدين الاحسانى من العراق و الثانى : كاظم الرستى من شيعه ايران و الثالث : على محمد الشيرازى .
    هؤلاء الثلاثه و معهم كثيرون كانوا الطلائع الأولى للبهائيه و يمكن القول أنهم كانوا أرهاصا لها و كان هدفهم الوحيد هو تحقيق حلم الباطنيه الغلاه و تمنى به تغير عقائد الاسلام و تشريعاته و نظمه الاجتماعيه و أهدافه .
    و يعتبر محمد الشيرازى شخصيه مهمه فى بدايات البهائيه فهو الذى سمى بالباب الذى يوصل للبهاء و معنى كلمه باب فى اصطلاح الشيعه الاماميه هو الشخص الذى يكون و اصل بينهم و بين أمامهم المهدى المنتظر و أنطلاقا من هذا أطلق على نفسه الباب و بعد ذلك أدعى أنه المهدى المنتظر نفسه و لم يقتنع علماء الشيعه بدعوه على محمد الشيرازى و حرضوا عليه الحكومه فنفته الى أزربيجان ثم أعتقلته فى قلعه ماكو .
    و دعى مجموعه من أنصار البهائيه و كان على رئاسهم الميرزا حسين على المازندرانى الذى لقب فيما بعد ببهاء الله و أصبح ربهم الأبهى والى عقد مؤتمر فى صحراء بدشت سنه 1264 ه بحجه البحث فى أعتقال الباب و البحث فى وسائل اخراجه من المعتقل و لكن الهدف الحقيقى من وراء هذا المؤتمر كان أعلان نسخ الشريعه الاسلاميه و لكن الكثيرين عندما سمعوا بذلك و تبينوا أنهم كانوا مخدوعين أنسحبوا من المؤتمر و بينوا للناس حقيقه المؤتمرين و ما هم عليه من ضلال فثار المسلمين و أغاروا عليهم و طردوهم من الجهه ففرقوا جمعهم . الذى أنقسم الى ثلآث فرق فرقه ذهبت مع الميرزا حسين على المازندرانى الملقب بعد ذلك ببهاء الله الى طهران و فرقه ذهبت الى مازندران و فرقه ذهبت الى خرسان .
    و فى 28 شعبان سنه 1266 ه أعدم الباب محمد على الشيرازى و ذعم البهائيون فى كتبهم المختلفه أن الباب علم أنه سيعدم . جمع مكتوباته و خاتمه و مقلمته فى حقيبه وأرسلها مع مفتاحها بصحبه شخص أسمه ( ملاباقى) ليسلمها الى ( ملا عبد الكريم القزوينى ) فى قم . فلما و صلت الحقيبه الى مله عبد الكريم أعلن أنه مأمور بأيصالها الى الميرزا حسين على المازندرانى . و عند ذلك أعلن المازندرانى أن أسمه بهاء الله و أنه المظهر الاكل الذى بشر به أستاذه الباب على محمد الشيرازى .
    و لقد أرسى حسين على المازندرانى الملقب بالبهاء عقيده البهائين فى الواحه ووصيه المزعوم و تتلخص هذه العقيده فى أن الله ليس له وجود الأن الا بظهوره فى مظهر البهاء و كان يظهر –أى الله – قبل البهاء فى مظاهر تافه فى الديانات السابقه و الله حين ظهوره فى البهاء الأبهى – أى حسين على المازندرانى – يكون قد بلغ الكمال الأعلى و بذلك يكون المازندرانى منطقلا فى دعواه هذه من أستاذه الشيرازى الذى قال عن نفسه ( فى كل الظهورات من أدم الى محمد و قبل أدم لم يكن مظهر المشيئه الا النقطه ) و يقول ( كنت فى يوم نوح نوحا و فى يوم ابراهيم ابراهيم و فى يوم محمد محمدا ) و هكذا التقط المازندرانى الخيط من الشيرازى و أعلن أنه أخر مظهر لله تعالى . و أن الله ظهر فيه و تجسده و أن الناظر اليه و الى جماله لا يرى الا الله و هو مصدر أفعال الله فهو فعالها من دون الله و هو معنى بالقيامه و بالساعه الكبرى . و هو وجه الله و هو جمال الله الباهى الأبهى . و هو يقول عن نفسه ( لا يورى هيكلا الا هكيل الله و لا فى جمال الا جماله . ولا فى كينونتى الا كينونته و لا فى ذاتى الا ذاته و لا يكون فى ذاته الا الله ) .
    و أذا كان هذا تصوير البهاء على المازندرانى لنفسه من أنه مظهر الرب على جماله و تجسد و ظهر فيه بذاته و بصفاته و بأفعاله و أن صفته و أفعاله أى المازندرانى هى صفات الرب و أفعاله و أن أتباعه البهائيين يعتقدون ربوبيته و ينفون كونه لا رسولا و لا نبيا و يصفوه بقولهم ( ربنا ) و يعقبون على ذلك ( جل أسمه و عز ذكره ) و ليس الربوبيه فحسبه بل هو عند القوم رب الأرباب . يتوجهون له بالعباده و الدعاء و يسئلونه المنافع و الحاجات و يطلبون منه دفع البلايا و الرزايا معتقدين بأنه قادر على أعانتهم و قد أدعى حسين على المازندرانى أن الباب على محمد الشيرازى كل نقطه و أنه مثل محمد و عيسى و موسى .و مهمته أنما هى التبشير بمجىء البهاء . كما جاء الأنبياء يبشرون بظهور الله فى البهاء .
    و يتصور البهائيون أن لهم وحيا يتمثل فى كتاب( الايقان )و مجموعه( الالواح المباركه) و كتاب ( الأقدس ) الذى كتبه البهاء و يدعى أنه فيه ناسخ لجميع الكتب السماويه الأخرى بما فيها القران الكريم . و قد حاول المازندرانى أن يجعله على نسق الأيات و السور القرانيه و ضمنه كما يزعم الأحكام و الشرائع فى ملكوت الله طوال العصر الجديد كما ينسب اليه أيضا ( الرساله السلطانيه ) .
    و نفى البهائيون الاعجاز عن القران الكريم فأدعوا أنه من عمل محمد صلى الله عليه و سلم على أساس أن الله ليس متكلما و لكن صفاته و أفعاله هى صفات مظاهر الله فى الأرض فالقران أذن من عمل محمد و كذلك المعجزات الحسيه التى تثبت له ينكرها البهائيون و يقبلون من المعجزات فقط البشرات التى يصورونها على أنها تبشير بالبهاء و عندهم أن البهاء هو الموعود و قيامه و رسالته هى البعث و الابتغاء اليه هو الجنه و مخالفته هى النار .
    تلك هى عقيده البهائيه و فيها تناقض و اضح و مصادره ظاهره للعقل و مناهجه الصحيحه .
    أن البهائيين حينما أرادوا تكوين دين جديد و شريعه جديده عرفوا بأن هذا الدين لا يخلو من خلل و تلك الشريعه لا تصفوا من سخفات و خاصه بعد ما أشرقت شموس الشريعه السماويه السمحاء و نورت البدور الالهيه الباذغه العالم و أخرجته من الظللم الهالكه الفيحاء و بعد ما ترك رسول الله الصادق الأمين و خاتم الأنبياء و المرسلين الناس على محجه بيضاء ليلها كنهارها لا يضل سالكها و لا يهتدى تاركها . و بعد ما بين الاسلام كل خير و أمر بكل فضيله و حزر من كل شر و نهى عن كل رزيله و أظهر الحق و سانده و قواه و أعلاه و أدفع الباطل و أفضحه و أزله و أزهقه . عرفوا ذلك وحاولوا أن يأتوا بشىء ليدندن حولهم و يطبل و ليقال أنهم أتوا بشىء لم يأتى به الأولون و يجعلون دليلا على صدق مقالهم و دعواهم المقام و الشأن حيث أنهم أعطوا للعالم ما لم يعطيه أحد قبلهم فكانت نتيجه هذه الأفكار الطويله و البحوث العميقه و التدبير الواسع العريض أن بنوا عقيدتهم على خمسه مبادىء و أسس جعلوها معيارا لكون حسين على المازندرانى اليها و هذه المبادىء الخمسه هى :-
    (1) و حده الأديان (2) وحده الأوطان (3) وحده اللغه (4) السلام العالمى أو ترك الحروب (5) المساواه بين الرجال و النساء .
    و لقد حاول البهائيون أن يخادعوا الناس و يظهروا دينهم بمظهر الأديان فأخترعوا له طقوس و شعائر يضاهون بها الأديان . و خصوصا الاسلام لأن المسلمين هم المقصدون بهذا التحطيم فجاءت الطقوس و الشعائر التى أخترعوها على نمط شعائر الاسلام و تشبهها فى القسمين فقط و لكنها تختلف معها تماما بل تهدف الى نقدها اذ أنها كانت خاليه من الروح السماوى و الرزانه الالهيه و الأداب اللائقه بها و من الفوائد و الثمرات و النتائج التى لاجلها تفرض و من مقاصدها و أهدافها . كما أنها تنبىء بأنها ما صيغت و أخترعت الا لأن يقال كيف الديانه هذه و ليست فيها عبادات فزعموا أنهم لهم صلاه و زكاه و حجا و صوما و كأنهم يريدون أن يقولوا أن أركان البهائيه خمسه كما أن أركان الاسلام خمسه و لكن هذه الأركان قد نسخت و تغيرت طبقا لعقيدتهم فى نسخ الشرائع .
    فالتوحيد عندهم هو عباده البهاء الذى جعلوه مكان توحيد الله تعالى بالعباده و لكن البون شاسع بين الطرفين فالبهائيون يعبدون البشر و الاسلام يأمر بعباده الله و حده ذلك الله الذى لا يشبه شىء من خلق و لا يشبه شيئا من خلقه الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحدا . الله الذى لا اله الا هوعالم الغيب و الشهاده بيده الأمر كله اذا أراد شيئا فأنما يقول له كن فيكون سبحانه لا نحصى ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه فصل فى اجماله و أجمل فى تفصيله و علا فى نزوله و نزل فى علوه يدرك الأبصار و لا تدركه الأبصار . الله الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى و هو الأول بلا بدايه و الأخر بلا نهايه يهدى اليه من يشاء من عباده و من يضلل فما له من هاد بعده و هو على كل شيء قدير .
    و الصلاه عند البهائيين و اجبه عند البلوغ على كل فرد الا اذا كان هذا الفرد معتوها أو منعه مانع قهرى فوق العاده و قد فسروا هذا المانع بالضعف و الهرم و المرض و السفر و حتى المتعب و المتكاسل يعفى من الصلاه و جعلوا الصلوات ثلاثه بدلا من خمسه و كل صلاه ثلاث ركعات و يكفى أداء و احده منها فقط . و ليس هذا فحسب بل أن الصلوات تؤدى أذا قال الشخص ( شهد الله أنه لا اله الا هو المهيمن القيوم ) فمن قال ذلك فكأنما صلى الصلاه الوسطى و اذا صلى الصلاه الوسطى تغنيه عن بقيه الصلوات و فى السفر يسجد سجده و احده يقول فيها سبحان الله و بذلك يكون قد ادى الصلوات و هكذا تزعم البهائيه أن الصلاه وأجبه و تعفى منها الناس جميعا الا القليل و هؤلاء القليلون يكفى أن يقول الشخص منهم فى حاله الاقامه ( شهد الله أنه لا اله الا هو المهيمن القيوم ) و فى حاله السفر يكفى أن يسجد و يقول سبحان الله . و الخلاصه من ذلك أنه لا صلاه عن البهائيين و اذا كانت البهائيه تخادع الناس فتزعم أن الصلاه و اجبه ثم تفرغها من كل وجوب فأنها تخرج البهاء من هذا الوجوب ابتداء فالصلاه ليست و اجبه عليه لانه فى نظرها اله و هو القبله التى يتوجه اليها المصلون فلمن يتوجه هو و كانوا اينما حل جعلوا مكانه قبله لهم و لما مات و قبر فى عكا أستقرت قبلتهم و أصبح قبره فى عكا كما أنهم يحرمون صلاه الجماعه لاكتناب عن مشابه المسلمين .
    و الصيام عن البهائيه و اجب و الصوم فى شريعتهم هو ترك الطعام و الشراب فقط من الطلوع الى الغروب و ما عدا ذلك من الشهوات مباح حتى المباشره بالزوج ووقت الصوم عندهم هو شهر العلاء و هو أخر الشهور فى السنه البهائيه التى تتكون من تسعه عشرا شهرا و مده الشهر تسع عشريوما و قد رفع الصوم عن العاجز و المريض و الحامل و المرضع و المتعب و المتكاسل و عن من كان فى نفسه ضعف من المرض و الهرم كما رفع عن النساء حينما يجدن الدم و أكثر من ذلك رفع عمن يكون مشتغلا بالأعمال الشديده كما رفع الصوم أن وقع عيد ميلاد الشيرازى و المازندرانى و يوم المبعث و هو يوم أعلان دعوه على محمد الشيرازى الباب و فوق كل ذلك فقد جعلوا قبل الدخول فى شهر الصوم خمسه أيام خصوها بالشهوات و الملزات و سموها الخمسه المباحه ياتى فيها الشخص ما يشاء من المنكرات و الموبقات فكل اولئك مباح فى هذه الأيام .
    أما الذكاه عند البهائيه فهى مفروضه غير أنهم لم يبينوا نصابها و لا مقدارها و لا على من تجب و لا الى من تعطى و أحالوا فى ذلك الى القران الكريم على الرغم أنهم زعموا نسخه بكتابهم الأقدس و قالوا أن الذكاه تعطى لبيت العدل الذى لم يتكون الا فى سنه 1962 و حتى الأن لم يحصل الذكاه .
    أما الحج عندهم فهو واجب على المستطيع من الرجال و ليس واجبا على النساء و ليس له و قت معين و الحج يكون الى البيت الذى أقام فيه حسين على المازندرانى فى بغداد و البيت الذى سكنه الباب على محمد الشيرازى فى شيراز و لا تفضل أحد الدارين على الأخر فيحج الشخص الى الدار الأقرب اليه و لا توجد عندهم أى تفاصيل عن كيفيته و لا عن شعائره و الطريف فى الموضوع أن البيتين الذين جعلا كعبه للبهائيين يحجون ألى أيا منهما لا يوجد لهما أثر الأن فقد هدمت حكومه ايران بيت الباب الشيرازى و أل البيت الأخر فى بغداد الى ان أصبح موقوفا وقفا شرعيا و يقيمون فيه المسلمون من الشيعه الصلوات الاسلاميه حتى اليوم .
    أما الأمور الأخرى كالطهاره و النظافه فالبهائيون يعتبرون كل شيئا طاهرا و يرفضون حكم النجاسه على كل ما تعتبره الأديان نجسا و يأمر البهاء بالغسل كل أسبوع مره و غسل الأرجل فى الصيف مره واحده فى اليوم وفى الشتاء كل ثلاث أيام مره و ليس هناك أى نوع من أنواع الطهاره غير ذلك الا تنظيف الثياب بماء الورد و العطور .
    و لقد أباحت البهائيه للمرأه من الاباحيه و الانحلال الاخلاقى و الفساد بلا حدود فقد منحوها الحريه و سلبوا منها الطهاره و العفاف كما جردوها من الحشمه و الحياء و الوقار ودماثه النساء الخاصه بهن كما أن شريعتهم تبيح المحرمات من النساء التى تحرمها الأديان بصراحه كامله و يتجلى هذا فى تعاليم البهائيين التى تبيح الزواج بين جميع الرجال و النساء و لا تحرم الا حاله و احده و هى أن يتزوج زوجه أبيه و كل ما عدا ذلك فهو حلال فلا يحرم نكاح الأقارب من البنات و الأخوات و غيرهن من العمات و الخالات و من الغريب أن البهائيين يحرمون تعدد الزوجات فوق أثنتين و كذلك المتعه و يبيحون أتخاذ الأبكار للخدمه و هذا يعنى أن أتخاذ النساء للآستمتاع بدون زواج أو نكاح متعه جائزه عندهم و لا يعتبرون المعاشره بين الرجل و المرأه فحشا ما دام الطرفان قد رضى بالمباشره أو كان هناك ثمن لها حتى أذا تمت المعاشره بدون رضى أحد الطرفين أو بدون عوض فلا عقاب فيكفى أن تأخذ الأجره عن تلك المعاشره و يقلب بأخذها السيئه حسنه و الأجره المأخوذه هى تسع مثاقيل من الذهب تسلم الى بيت العدل و هذا الحكم خاص بالأبكار فقط و أما المحصنون فلا شىء عليهم اطلاقا و قد فتحت البهائيه باب الدعاره و الفحش على مصرعيه حيث أجازت للمرأه التى سافر عنها زوجها أن تستبدل زوجا أخر مكانه بدون طلاق أو خلع .
    و للبهائيه تعليمات أخرى تتصل بالصداق و المهر و المأكولات و المشروبات و الملبوسات و أحكام المواريث لا تخرج فى سخافتها عن سابقتها .
    و قد جعلت البهائيه السنه تسعه عشره شهرا و الشهر تسعه عشر يوما فيصير المجموع 361 يوم و تبقى الأيام الخمسه و يقولون عنها أيام زائده على الشهور و بقيت هكذا لا تعد فى السنه و لا تحسب فى الشهور و يعمل فيها من يشاء ما يشاء من اللهو و المجون و المنكر و يسمونها ( أيام الهاء أو الخمسه المباحه ) و هذه الأيام تأتى قبل شهر العلاء و هو شهر الصوم عندهم فى حين أن الله تعالى قال فى كتبه العزيز ( ان عده الشهور عن الله أثنى عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات و الأرض منها أربعه حرم ) الأيه 36 من سوره التوبه – و دعا البهائيون الى نسخ الجهاد بل بتحريمه و منعوا الناس عنه و عن حمل السلاح زودا عن الشرف و الكرامه و دفاعا عن المقدسات و الوطن و المال فى الوقت الذى رفع الله شأن الأمه الاسلاميه بالجهاد فقد قال تعالى فى كتابه العزيز ( و أعدوا لهم ما أستطعتم من قوه و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم ) و قال سبحانه و تعالى فى الأيه 78 من سوره الحج ( و جاهدوا فى الله حق جهاده هو أجتباكم ) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد أن أتم له فتح مكه ( لا هجره بعد اليوم و لكن جهاد و نيه ) و أحاديث أخرى كثيره و ما زال النصر حليفا للمسلمين ما بقوا يجاهدون فى سبيل الله .
    تلك فكرتهم عن الجهاد تبين بوضوح أهدافهم الخبيثه التى تتمثل فى محاوله تحطيم الاسلام و أخضاعه لاعدائه حتى يمكنوا من القضاء عليه .
    و من حيث أنه لم كان ذلك فقد أجمع علماء الأمه الاسلاميه على خروج البهائيين من مله الاسلام و على كفرهم كفرا صريحا لا خلاف فى ذلك بين علماء السنه و الشيعه و قد أنتهت لجنه العقيده و الفلسفه بمجمع البحوث الاسلاميه بمحضرها رقم (3) جلسه طارئه الدور (21) المنعقده بتاريخ 31/12/1985 على أن البهائيه خروج على الديانه الاسلاميه و انكار لما عرف من الدين بالضروره و المؤمن بها كافر فاذا كان مسلما و أعتقد ذلك فهو مرتد و قد أرتأت و جوب تغليظ العقوبه المقرره لهذه الجريمه .
    و من حيث أن واقعه الدعوى كما أستقرت فى يقين المحكمه تتحصل فى أن المتهمه خيريه سعد سالم نصير الوكيل بجدول بمدرسه نبويه موسى الثانويه التجربيه قد أرتدت عن الاسلام و أعتنقت البهائيه منذ سنه 1954 و حتى الأن التى هى فكر جمع من شتات و فلسفات سابقه و مذاهب شيعه مخالفه لأحكام الشريعه الاسلاميه فى جملته و تفصيله على النحو السابق بيانه و لقد ثبتت تلك الواقعه فى حق المتهمه من اعترافها و أقرارها صراحه بذلك فى التحقيقات التى أجريت معها بمعرفه البعثه التعليميه المصريه بسلطنه عمان و فى تحقيقات جهه الاداره و النيابه الاداريه و ما ثبت من ملف خدمتها الذى لايوجد فيه ما يفيد ديانتها التى تعتنقها .
    و من حيث أن ليس هناك دين أو رسول بعد الاسلام فقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز فى الأيه 3 من سوره المائده ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام دينا ) و قال سبحانه و تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين ) و قال صلى الله عليه و سلم ( أنا العاقب فلا نبوه بعدى ) و قال ( وختم بى النبيون ) و أحاديث كثيره أخرى و لما كان الثابت فى حق المتهمه المذكوره أنها روجت للفكر البهائى بين طالبات مدرسه أم جعفر الطيار بسلطنه عمان أثناء اعارتها فى الفتره من 1983و حتى سنه 1987 و ذلك على النحو الوارد بالتحقيقات الأمر الذى أدى الى انهاء اعارتها و من ثم تكون المذكوره قد أردت على الاسلام و حكم الشرع فيها معروف . و كون هذه المتهمه تعمل بحقل التربيه و التعليم الذى يعد من أخطر المرافق لكونه يتعلق بتربيه و تعليم النشىء جوانب الفضيله و مكارم الاخلاق التى تنادى بها الشريعه الاسلاميه و الأديان السماويه الأخرى و بالتالى فانها تكون قد خرجت على مقتضى الواجب الوظيفى لها و سلكت مسلكا لا يتفق و الاحترام المفروض فيها كمعلمه و بناءعلى ذلك يكون قد ثبت فى حق المتهمه المخالفه المنسوبه اليها بتقرير الاتهام مما يستوجب مؤخذتها بها.
    و من حيث أنه لا يجوز الحجاج بحريه العقيده و حريه ممارسه الشعائر الدينيه التى كفلها الدستورللقول بوجوب الاعتراف بالبهائيه و ما يترتب عليه . ذلك أنه يبين من تتبع النصوص الخاصه بحريه العقيده فى الدساتير المصريه المتعاقبه و كان أخرها دستور 1971 أنه يجب للاعتداد بالعقيده و أثارها و للسماح بأقامه شعائرها أن تكون منبثقه عن الأديان الثلاثه المعترف بها و ألا تكون مخالفه للنظام العام و الأداب فلما كانت البهائيه فى معقدتها و مسالكها ليست من الأديان السماويه الثلاثه المعترف بها و تناقض الشريعه الاسلاميه كمصدر رئيسى للتشريع و تتناول الأحوال الشخصيه للفرد و الأسره بما يتعارض مع الأديان السماويه المعترف بها ومع القيم والتقاليد و التراث التاريخى للشعب المصرى فأنها تعتبر مخالفه للنظام العام و الأداب فى مصر .
    و قد نبه المشرع الى خطر البهائيه على المجتمع المصرى فأصدر القانون رقم 263 لسنه 1960 فى شأن حل المحافل البهائيه و نص فى مادته الأولى على أن تحل جميع المحافل البهائيه و مراكزها الموجوده بأقليمى الجمهوريه و يوقف نشاطها و يحظر على الأفراد و المؤسسات القيام بأى نشاط مما كانت تباشره هذه المحافل و المراكز و نص فى مادته الرابعه على أن كل مخالفه لأحكام هذا القانون يعاقب مرتكبها بالحبس مده لا تقل عن سته أشهر و بغرامه لا تجاوز مائه جنيه أو ألف ليره أو بأحدى هاتين العقوبتين .
    و قد طعن بعض الأفراد بعدم دستوريه القانون رقم 263 لسنه 1960 أمام المحكمه العليا و قيد الطعن برقم 7 لسنه 2 ق و أصدرت المحكمه حكمها فى أول مارس سنه 1975 برفض الدعوى استنادا الى أن شعائر البهائيه مخالفه لنظام العام و الأداب العامه .
    و من حيث أنه و بالبناء على ما تقدم فأنه يتعين مجزاه المتهمه بأحد الجزاءات المنصوص عليها فى الماده 80 منا القانون رقم47 لسمنه 1978 بنظام العاملين بالدوله و تجازيها المحكمه بفصلها من الخدمه .
    فلــــــــــــهذه الأسبـــــــــــــــاب
    حكمت المحكمه بمجازاه خيريه سعد سالم نصير بفصلها من الخدمه
    السكرتير رئيس المحكمه




    ملحوظه :
    حضر الأستاذ محمد يسرى سيف المستشار المساعد جلسه المرافعه و أشترك فى المداوله ووقع على مسوده الحكم و حضر بدلا منه جلسه النطق بالحكم الأستاذ / حسنى محمد على السلامونى المستشار المساعد
    • تعليقات جوجل
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات :

    إرسال تعليق

    يسعدنا مشاركتك بالتعليق على المشاركه وننصحك بقرائتها جيدا قبل التعليق

    Item Reviewed: حكم المحكمه الاداريه بفصل مدرسه لاعتناقها البهائيه و التبشير بها Rating: 5 Reviewed By: Farhat blogs
    Scroll to Top